النص: ظل نور الإسلام يشع في سماء الأندلس بالهدى والحضارة والعلم ثمانية قرون كان في أولها شديد السطوع والذيوع،ثم انطفأ في قلوب المسلمين نور الله،فالهداة ضلوا،والإخوة تعادوا،والجيرة تحاربوا، فضاعت البلاد ولم يبق من بلاد المسلمين إلا غرناطة.
وكان آخر ملوكها من بني الأحمر أبو عبد الله محمد قد استقر رأيه على التسليم لملك قشتالة،ولكن فارسا مسلما هو موسى بن أبي الغسان قال لملكه الهلوع:"يا ملك المسلمين قل لملك النصارى:"إن العربي لا يقبل الحيف مادام يحمل السيف".وقال للمسلمين:"فلنقاتل حتى نفنى جميعا،وإذا لم يجد كل منا الأرض التي تواريه،فإنه لن يعدم السماء التي تغطيه".
ولما رأى تخاذلا نهض مسرعا من مكانه،فاجتاز بهو الأسود من قصر الحمراء،ومضى إلى ظاهر غرناطة يحارب فرسان النصارى وقتل كثيرا منهم،ثم تناوشته السيوف من كل جهة،فجُرح وأصابت الرماح فرسه فصُرع،فخشي أن يقع في أسر الأعداء،فارتد إلى الوراء وقذف بنفسه في النهر فغاص من ثقل دروعه في قاعه.