إن الأنواع التي يعالجها الأدباء، ومنهم الإسلاميون، تتوزع بين الشعر والقصة والمسرح وتفرعاتها. ولكل من هذه الأنواع منطقه الخاص به أو طبيعته التي يحتمها النوع نفسه. ولابد للأدب الإسلامي أن يراعي ذلك المنطق وتلك الطبيعة إذا ما أُريد له أن يكون فاعلاً ومؤثرًا وجديرًا بالتقدير. ولابد أيضًا أن نستوحي ذلك المنطق وتلك الطبيعة من روح الإسلام نفسه، لا أن نستوردهما من عقليات غير إسلامية ونخضع نتاجنا الإسلامي لهما، ولئن أخذنا من "الغير" ما نظن أنه نافعٌ لأدبنا الإسلامي فلابد من أن يوضع ذلك "المأخوذ" في القالب الإسلامي ليصبح جزءًا طبيعيًا من فكرنا وثقافتنا ورؤانا. فلا يراد من الشعر، مثلاً، أن يكون نثرًامنظومًا؟ وإن طبيعته لاتتحمل الوعظ والإرشاد المباشرين، ولئن حصل أن صار كذلك فعلينا ألا نخشى من القول إنه نظم مفتقر إلى الفهم الفني السليم؛ ذلك أن المحتوى الإسلامي وحده لا يحقق نصًا فنيًا إسلاميًا. بينما نرى أن الوعظ قد يكون مستسرًّا في سياق القصة والمسرحية ومفهومًا من مجريات الحدث(10