لعل قائلاً يقول: إن النتاجات الأدبية المتقاطعة مع القيم الإسلامية كالقصائد التي تتغنى بالخمرة الحقيقية، أوالغزلية المتهتكة المكشوفة، أو الهجائية التي لا تخدم هدفاً إسلاميًا وغيرها، تبقى دائرة في فلك الأدب الإسلامي طالما أنها أُنْتِجَتْ في ظل الحضارة الإسلامية الخاضعة لسنن الحضارات الأخرى في عدم خلوها من الخطأ والزيغ والانحراف. وقد يقبل مثل هذا الرأي ممن ينظر إلى الأدب الإسلامي من زاوية زمنية أو ممن يتعامل معه على أنّه لعبة لغوية لا رسالة عقدية. ويسعى مثل هذا الناظر في هذه الحال إلى إيجاد تأويل أو تسويغ لأي نتاج أدبي يشذ عن روح الشخصية الإسلامية. وربما يكون غريبًا أن يبدي أصحاب الرؤية الإسلامية رأيًا كهذا، لأن هؤلاء يدركون أكثر من سواهم خطورة الكلمة في الحياة العقائدية، ولئن كان رأيهم مبنيًا على اعتبار هذا الضرب من التعبير مظهرًا مرضيًا يبغون تشخيصه وعلاجه لكان له وجه من القبول؛ ولكن الغرابة كامنة في وضع هذه النتاجات تحت عنوان "الأدب الإسلامي" بدعوى أنها نتاج مجتمع إسلامي يجمع أخلاطاً من الناس وأشتاتًا من الطبائع وألوانًا من القول. وينجم عن مثل هذا الفهم، بلا أدنى ريب، إخلال بالقيم التي يسعى الإسلام إلى إشاعتها وترسيخها وذلك بتقديم نماذج في إطار "الأدب الإسلامي" يكون ما يستنبط منها متعاكسًا مع الإسلام .