أما القسم الثاني فربما يشكل في أمره ويظن أنه ليس من الإسلام؛ لأنه لايحمل دائمًا شعارًا إسلاميًا؛ ولكنه يدخل في الإطار الإسلامي ما دام يكون خاليًا مما نهى الله ورسوله –صلى الله عليه وسلم – عنه، فقد رضي الرسول – صلى الله عليه وسلم – بهذا القسم من الأدب، فإنه استمع إلىشعر الأدب الجاهلي ونثر العهد الجاهلي بدون أن ينعى عليه، ويدل على ذلك قبوله لشعر كعب بن زهير(1) وإعطاءه جائزة عليه، وتحدثه بحديث أم زرع وقوله بعده لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: "أنا لك كأبي زرع لأم زرع،(2) وقد جرى على سنته خلفاؤه كما ظهر من استماع سيدنا عمر بن الخطاب لقصيدة رثاء مالك بن نويرة(3) ورغبته مثل هذا الرثاء لأخيه أيضًا