..
الحياة أوسع من فهمنا الضيق...
عهد المعجزات لم يولي بعد...

هذه و تلك كانت بالنسبة لي مجرد شعارات إلى أن اكتشفت هكذا بالصدفة في لحظة حزن عظيمة علما ميتافيزيقيا (فوق الطبيعة) يسمى قانون الجذب...
لست هنا لأخوض معكم في الفلسفة أو في من سبق الآخر البيضة أم الدجاجة لكن ما أوردته حقق لي سابقة في تاريخ الحب..

المغزى من قانون الجذب باختصار هو أن كل شيء نتخيله ونؤمن فيه بشدة ونثق ثقة عمياء في حدوثه يحدث ببساطة

و لطالما اجتزت صعابا بفضل من الله ثم هذا العلم الخطير... لكن وبما أننا في منتدى الحب فسأحكي لكم كيف جذبت فتاة أحلامي من خيالي إلى الواقع


أنا شاب مغربي ،ابتدأت حكايتي منذ الطفولة حين كنت شغوفا كثيرا بروايات كبار الأدباء العرب وكانت هذه الكتب في غالبيتها تحمل اسم مطبعة بيروت في ظهر صفحاتها الأخيرة، مرت الأيام وحل عصر الفضائيات فأصبحت من المتيمين بمتابعة حفلات جورج وسوف و راغب علامة على التلفزين السوري أو اللبناني ،لكن ما أثارني أكثر هن المذيعات اللواتي كن يطربنني بطريقة كلامهن المليئة بالأنوثة في أبلغ معانيها... وأضحى قلبي بعدها شرقي الهوى...

مرت السنون اشتد عودي وازددت خبرة إلى وسامة فأصبحت هدفا للنساء ،كن يحاولن بشتى الوسائل شد انتباهي وكلما حاولن أكثر أزداد مقاومة وعنادا ،كنت أرى أن الحب من أسباب الفشل في الحياة ،فهو يأخذ مني وقتي ،صحتي،فكري وأنا ذلك الإنسان الذي يسعى أن يضع قدميه ويطمئن على مستقبله وليأتي الحب بعدها إن جاء على الأقل سأكون مستعدا 

ازدادت المغربيات فتنة إلى فتنة وحين قاربت على الضعف ووجدت نفسي سأسقط سأسقط لا محالة قمت بابتكار طريقة غريبة لكي أقاوم سحر أنوثتهن،ابتكرت فتاة أحلام في خيالي وأقنعت نفسي أني لن أعشق سواها
كانت فتاة خيالي لبنانية بيروتية تفهم الفرنسية لأن بيروت لقبها العالم كلو بباريس البحر المتوسط و تجمع ******* الفرنسية القريبة على المغرب إضافة للطابع العربي الشامي العزيز علي
وبما أني كائن بحري وأحلى أيام عمري كانت على بحر تخيلت أن فتاة أحلآمي كذلك 
كنت أتخيلها فتاة ذات ذوق رفيع مثل المربيات اللواتي يعلمن الأمراء الصغار فنون الإتيكيت تجمع ثقة الملوك وتواضع البسطاء 
كنت أتخيلها مشاكسة مشاغبة قوية لا تضعف إلا بحضرتي

و في يوم من أيام أغسطس في ذكرى ميلادي السابع وعشرين ،نزلت على جهازي برنامجا يسمى البالتوك بهدف التسلية ،،دخلت على البرنامج ورحت لغرفة محادثة تحمل اسم شوارع بيروت وهناك كانت الحبيبة متربصة تنتظر قدرها
وجدت هناك فتاة دكتاتورية وسط كومة من الرجال تشاغب على المايك ،تطرد هذا ،و تسكت ذلك ،وأنا الضيف المغربي الجديد جالس أستمع لكل هذه اللخبطة ولا أدري شيئا عن الموضوع وحين هدأ السجال طلعت على المايك وأخذت دوري و حطيت أغنية فرنسية 
فجأة !!
رأيت البنت على الطيكست تطلب مني تغيير الأغنية مما أثار غضبي لأن ليس من اختصاص أحد التدخل في أذواق الآخرين ،،لكن البنت زادت من حدة نبرتها ،أوقفتُ الأغنية للحظة وطلعت المايك وأرجعتُ لها الصاع صاعين،فإذا كان الشاب اللبناني بطبعه رخو في التعامل فنحن في بلدنا رجال نحمل من الخشونة ما نحمل...
سمعت البنت كلامي فهدأت قليلا،انتظرتُ دقائق ثم اعتذرتُ لها وأمضيتُ بعض الوقت ثم غادرت فقد حان موعد النوم 
في تلك الليلة التي نمتها حلمت حلما عجيبا ، حلمت بأني صعدت برجا عاليا ووجدت مجموعة من الفتيات والفتيان كل فتى مع أنثاه إلا تلك البنت التي التقيتها في الروم رأيتها وكأنها فتاة جميلة وحيدة أخذتها بأحضاني وأنزلتها من فوق ذلك البرج وأدخلتها بيتي 

مرت الأيام وأصبحنا أصدقاء في الروم وانشد كل منا للآخر وأصبحت أسهر الليالي وأضحي بنومي ليتوالم مع وقتها و ذلك لفارق التوقيت الذي يصل لسبع ساعات بيننا لكونها تقطن بالولايات الغربية في أمريكا و كل ذلك فقط في سبيل أن لا أغيب عنها وأسمع صوتها وفي بعض الأحيان كنت أسجل كلامها لأعيد سماعه كلما اشتقت إليها أو غاب أحدنا عن الآخر

الأغرب أني ومع الأيام اكتشفت حين رأيت صورتها أنها نفس البنت ذات الشعر الأسود الأشقر التي حلمت فيها
مع الأيام اكتشفت أنها بيروتية وبنفس سمات الشخصية التي لطالما كانت قابعة في خيالي
مع الأيام اكتشفت شيئا أغرب فحينما كنت صغيرا كان في حينا بنت جيران كانت حبيبة الطفولة كان صوتها المبحوح وشغبها يشبهان هذه اللبنانية و قد حدث ذات يوم أن رحنا للبحر وحضرت معها حفلة على الشاطئ لمطرب جزائري اسمه حسني وكانت أول أغنية طلعت بذلك الحفل من نفس ألحان أول أغنية فرنسية سمعتها بالغرفة اللبنانية والتي احتجت عليها هذه البيروتية وكانت السبب في أول خناقة لي معها منذ أول ليلة

مع الأيام وأنا بالغرفة كانت هذه الفتاة تتحدث عن شغب طفولتها فقالت أن أباها ضبطها مرة تسرق منه أموالا وتفاجأت لأن نفس الشيء عملته بنت الجيران حبيبة الطفولة حين ضبطها والدي تسرق منه أموالا وكانت هي السببب في غضبه ومغادرتنا البحر الذي كنا خيمنا فيه ذلك الصيف


بالله عليكم ما هذا ؟ هل كله صدف ؟


مصيبتي في نسختها اللبنانية أن جميع الشباب يزدحمون حولها ويطلبون ويرجون وأنا لست من ذلك النوع الذي يدل نفسه فأفضل الصمت على أن أصبح خروفا مع العلم أن ما يجمعني بها من صدف مستحيل أن تجمع شخصا بأحد آخر في هذه الدنيا الغريبة

مصيبتي في نسختها اللبنانية أني حاولت معها كثيرا لكنها أبت أن تعطيني مجالا للكلام مع العلم أن حبي لها أصدق من الصدق نفسه ووفائي يصل مرتبة الولاء بالدم

مصيبتي في نسختها اللبنانية أني كنبغيها بزاف وهي تعرف أني الشاب الذي تمنته لكنها تقسو علي

مشكلتي مع مشكلتي جائتني في وقت لا زلت في مرحلة تكوين نفسي وأصدقكم قولا أتمناها زوجة وأخاف أن تفرقنا الأيام لأني بعد أن وجدت من رسمتها في خيالي سنين وسنين فقدت الشهية في النساء إلى الأبد

هذا كله غيض من فيض ،فقط قليل مما ضاق به صدري ،كنت أود إخبارها بهذا والمزيد المزيد لكنها أبت وتمنعت فشاركتكم إياه، عسى ربي أن يبعث لكل واحد توأم روحه ،ولا تنسوا ليس هناك على الأرض أحلى من الحب الحلال فهو مليء بالمعجزات.....

..