كلما دق الكوز بالجرة ذكرنا أبطال 82 بحكاية المؤامرة الشهيرة عليهم في كأس العالم وتغيير الفيفا قوانين لعب ثالث لقاء تبعا لذلك،مع أن نفس الأعمدة لعبوا أوراقهم بأيديهم في ثالث لقاء سنة 86 دون جدوى،ولم يروا اللقاءات الثلاثة لكأس العالم سنة 90.
حسب جيل الثمانينات فإن إنجازات الكرة في الجزائر لا يمكن أن تحتوي سواهم،وهذا ما عبر عنه لخضر بلومي بقوله لقائد المنتخب الحالي احترم نفسك ليحترمك الآخرون،رغم أن ما قاله مهدي لحسن لم يخرج عن كونه جهرا بالواقع في أن الكرة في الجزائر ذاقت حلاوة التأهل للدور الثاني على يد جيل 2014.
في ذات التوقيت الذي تحدث فيه بلومي بقلة احترام لقائد المنتخب الحالي،كانت هناك وقفة احترام لجيل 2014 من مدير المنتخب المتوج بكأس العالم،أوليفير بيرهوف قال في تصريحات لصحيفة Frankfurter sonntag zeitung أن مباراة الجزائر هي أشرس ما واجه الألمان في المونديال،ضاربا المثل بلقاءي الجزائر وألمانيا كمعيارين للصعوبة والسهولة،ومفجرا مفاجأة أكبر بقوله أن الإحتفالات بالفوز بالكأس في برلين وقوائم المدعوين تم الإعداد لها قبل خمسة عشر من نهاية البطولة يوما بعد التأهل العسير على حساب الجزائر،وكأن بيرهوف أراد من توثيق تاريخ الإعداد للإحتفالات القول أن لقاء الجزائر كان بمثابة نهائي المانشافت،وأن ما وقف عليه الألمان من ندية جعلهم يدركون أنهم لن يلاقوا مثله ولو أن صاحب الأرض كان ينتظرهم في موعد لاحق وهو ما تحقق.
في كل الأمم الكروية تحتفي الأجيال ببعضها وتعلي شأن من بعدها فتجد بيليه ومارادونا ينصبون خلفاؤهم من بني جلدتهم،وينافحون عنهم في مواجهة اللاعبين من جنسيات أخرى،إلا في الجزائر التي يتحول فيها تلاحم الأجيال إلى صراع،ويتحول فيها النجوم السابقون إلى قضاة مثلما شاهدنا أحكام قندوز وبن شيخ وبلومي على اللاعبين الحاليين،الجيل القديم لم يهضم للحالي أنه حقق ما هو أفضل،ولم يسعده أن جيلا آخر في ألمانيا كان شاهدا على الإبداع الجزائري،وكل ما تمنوه عبر تصريحاتهم أن يتوقف الإنجاز عندهم،وأمنيتهم لو أن المنتخب اعتزل معهم.