تساورني نفسي الانتقام ، من كل لكع حقير هانت نفسه، فأذاني بكلمة غدر و كذب منافق طعنته كلسعة البعوضة ، التي تترك حرقة و قد سرقت من دمي قطرة، ما كانت لتنفعني أو تضرني
ظالم لنفسه ، جبان في المواجهة ، دمعت من أجله عيناي من ألم سوء الحال، تتلاطم شفتاي تتمتما ، ليت لي قوة الغدر مثله ، حتى لا يهمني أمره ولا يحز في نفسي طريقة الانتقام منه
حملته نفسه مهانة أن يقول هذا ما جمعته من علم ! و ما العلم الذي جمعه إلاّ سراب كلما دنت الناس منه ، تلاشى و خاف من معه بمعرفتهم لليقين، الذي يخفيه على أنّه غدار
هل انتقم لنفسي أم أسكت عنه كعادتي أو انتفض من جديد لأحمي الناس ؟ أم اترك نفسي أمامه تهان ؟ لأن غدره المسكنة و هو الضعيف في كل حال و و أنا القوي العتيد
ماذا افعل وأنا أرى الناس ، قد شتمهم في السر و العلن ! هل أغفر له ما فعل و ان كان بالدليل ؟ و لما لا أحدث به ،و إلاّ لصرت أنا الكذاب اللئيم
هل أنتقم لغدر وراء ظهر، بطعن أو كلمة حق أريد بها باطلا ؟ أم أراه يستحق أن تتراماه الألسنة و تجره الأقدام ، إلى أبعد الأمكنة و لما لا إلى القبر ، أين الفناء والنسيان
و يبقى ذلك الحقد و الغل في الأنفس إلى أن يفسد عليه، حتى ذكره بين الناس
كيف انتقم ؟ هل حان وقت الانتقام ؟ و كيف لي أن أنتقم من أناس ، قد سبق أن صدقتهم وآمنتهم و جاورتهم و رفعتهم في أعلى المقام و زوجته وأبناءه من الأشراف ؟
هل أبدأ بالانتقام من نفسي الضعيفة ، التي سمحت له بإهانتي ، فانتشر بداخلها كالوباء ، إلى أن هلكت وجعلت الغيرلا يقترب منها ، وكأن طعونا حلّ بي ؟
هل انتقم أم أسكت و قد راحت الناس تصدقه ، إلى أن بقيت وحيدا و قد كنت في الماض القريب ذلك الأمين الصادق ؟
نعم ربما سانتقم
فقد سمعت عن العرب قديما ، أن سأل أحدهم مثل هكذا سؤال فقيل له
الانتقام أم النار؟
فقال : الانتقام و أدخل النار
مسالة الانتقام في جميع انواعه و مستوايه من الشرف للذات كمبدأ ياتي في جميع النفوس من الأطفال حتى من لم يترك الهرم فيه جسدا